نكتة طازجة ولغة جديدة!
دخلت مقهى الفندق، والنادل الشاب "سردور بيك" يبتسم ابتسامة متوهجة، ويجرّ الكرسي لي تكرّما لأستوي في جلستي. فأبادرُ بالسؤال:
How are you today?
فيرد بعبارة مشرئبة الاندفاع:
Good, you good, me good..!
أقدّر ما يقصد أن يقوله وإن بمبالغة سخية،
فأطلب قهوة، فيجيب وهو يشير بأصبعه نحو المطبخ:
You coffee, me coffee…!
ثم يندفع في مشيته إلى حيث سيحضر ما طلبت.
تمرُّ دقيقتان..، ويعود بهمة ونشاط يحملُ كوبا تفوح منه أرومة القهوة المنشودة: وأقول:
well done, thank you
فيردّ بنفس التلقائية الجاهزة على لسانه:
you eat, me full..
تحوّل المشهد إلى متوازيات ظريفة الروح والمعنى، وهو يؤكد أن المهم هو تركيب المعنى بكل السبل وإن نقصت المعرفة القاموسية للغة. نصنع لغتنا داخل اللغة، ونسافر بها وإن لم تكن لدينا ألمعية شكسبير أو خيال مارك توين أو رخصة "ناطق أصلي" Native speaker، أو Parler comme un Parisien.
ألتقط له صورة من أجل تعزيز الحميمية بين المشهد وهذه القصة، يشكرني ويقول:
You happy, me happy..!