لا يمكنك أن تتجول في أرجاء روما في يوم واحد. فالمدينة تشعرك وكأنها قاعات عرض لمتحف ضخم في الهواء الطلق، فهي مجمع من واقع الحياة يضم ساحات وأسواق في الهواء الطلق، وكذلك مواقع تاريخية تحير الأذهان. ألقِ قطعة نقود معدنية في "نافورة تريفي"، واستمتع بسحر "الكولوسيوم" و"البانثيون"، ثم اشحن طاقتك بتناول كوب كابتشينو للتسوق مساءً في "كامبو دي فيوري" أو "فيا فينيتو". تمتع بتناول طبق من المعكرونة الطازجة، أو بعض الخرشوف الطازج المقلي أو يخني ذيل الثور المطهي جيدًا لتهنئ بواحدة من أفضل الوجبات في حياتك.

على مر القرون، أضافت ثقافات عديدة بصماتها الرائعة إلى هذه القطعة الثمينة من الأرض. واليوم، يمكنك أن تلمس تلك التأثيرات وتستمتع بها مباشرةً عن طريق استكشاف أحياء إسطنبول. فما بين المواقع المقدسة في حي "السلطان أحمد" والأناقة الأوروبية التي تعود إلى القرن التاسع عشر في حي "بيوغلو" وصولاً إلى الأزياء الراقية في حي "نيشانتاشي" ومجتمع المقاهي النابض بالحياة في حي "قاضي كوي" وشوارع "بشيكتاش" العاشقة لكرة القدم، من السهل أن تعرف لماذا ينظر المسافرون إلى إسطنبول على أنها ليست مدينة واحدة فحسب، وإنما تعتبر بمثابة مدن عديدة في مدينة واحدة.

تمتاز منطقة سيناء التاريخية الواقعة على الحدود المصرية مع اسرائيل بأجواء تسودها العادات التقليدية. وتفصل قناة السويس والبحر الأحمر شبه جزيرة سيناء مثلثة الشكل عن بقية الأراضي المصرية. بينما تمتد سلاسل الجبال الصخرية، بما في ذلك جبل سيناء الذي يبلغ ارتفاعه 7500 قدم، تحت الأرض وصولاً إلى مياه البحر الأحمر. بينما تمتد مواقع الغطس والغوص المذهلة من خليج العقبة إلى شرق شبه الجزيرة، ولا سيما على طول ساحل خليج نعمة الساحر في شرم الشيخ. وهنا تقدم رحلات السفاري بالجمال عروضًا لرحلات صحراوية مميزة.

أصبحت مدينة دهب قرية صيد السمك البدوية السابقة الآن وجهة سياحية شهيرة، وخاصة بالنسبة لهواة ركوب الأمواج ممن يحبون المغامرات، والذين سيجدون إلى حد ما أفضل الظروف والأحوال الجوية في العالم في شواطئها. وقد اشتهرت هذه المدينة منذ وقت طويل بأنها مدينة تتسم بالهدوء وبإقامة المعسكرات حيث إنها تجذب دائمًا المسافرين والمرتحلين، وهي أصبحت الآن أكثر تطورًا، غير أنها تحتفظ بطابعها العادي والتقليدي. وفي النهاية، فهي أيضًا المكان الذي توجد فيه حفرة البلو هول، التي تعد أخطر مناطق الغوص في العالم. ويتعين فقط على الغواصين الذين يتمتعون بخبرات فنية عالية المرور من خلال ما يعرف بـ "القنطرة" في هذه الحفرة. إذا كنت غواصًا مبتدئًا، فيتعين أن تبقى قريبًا من السطح. (ملاحظة للمحرر: تم تجميع القائمة لدينا قبل أن تدفع الاضطرابات السياسية العديد من البلدان إلى إصدار تحذيرات من السفر إلى مصر. إذا كنت تخطط حاليًا لرحلة إلى مصر، فالرجاء التفكير في المخاطر والإصغاء لتنبيهات السفر التي تقدمها الحكومة.)

تتسم مدينة الغردقة، الواقعة على ساحل البحر الأحمر في مصر، بشعاب مرجانية خلابة ومياه فيروزية مثالية لركوب الأمواج مما جعل منها منتجعًا يعج بالسياح. ونظرًا لإمكانية الوصول السهل لجزر الجفتون الخلابة والصحراء العربية الشرقية من خلالها، شهدت الغردقة كمًا كبيرًا من عمليات التطوير خلال العقد الماضي - وبالتأكيد فإن عدد السياح بها يفوق الخيال في كثير من الأحيان. فشواطئها تعد ملاذًا سهلاً نسبيًا للأوروبيين، وتقع في مياهها وقبالة سواحلها أفضل أماكن الغوص والغطس بالمعدات في العالم. تمتع بالتجول سيرًا على الأقدام أو استقل سيارة أجرة لتفقد الحي القديم المعروف باسم الدهار.

مع وجود الماء في كل مكان، ينغمس زوار مدينة كيل ديفل هيلز في صيد الأسماك والسلطعون وكذلك التجديف الهادئ بقوارب الكياك وركوب الأمواج المثير أو الإبحار بالمظلة وركوب الدرَّاجات في أجواء هادئة على شاطئ البحر، فضلاً عن متعة غمس أصابع القدمين في رمال الشاطئ، وهو نشاط يفضله الكثيرون. وتعد هذه البلدة التي تأخذ شكل جزيرة حاجزية مركز الشاطئ الشمالي، ويقطن بها حوالي 7000 ساكن على مدار العام. وتستقبل هذه البلدة في فصل الصيف بكل ترحاب الزوار الذين يتوقون إلى الاستمتاع بالمناظر الطبيعية وينجذبون إلى الأجواء الشبيهة بتلك التي تسود القرى. وفي هذه البلدة، ستستمتع بامتدادات طويلة من الإطلالات الرائعة على المحيط الأطلنطي والرمال الناعمة. وإذا كنت من عشاق التاريخ، فيمكنك زيارة المنارات التي تزخر بها هذه المنطقة والنصب التذكاري الوطني الذي تم إنشاؤه لتكريم كل من الأخويْن "ويلبر" و"أورفيل رايت"، واللذين استطاعا القيام بأول رحلة جوية على متن آلة تعمل بالطاقة في عام 1903. وفي بلدة كيتي هوك المجاورة، يفرض ملعب الجولف "سيسكيب جولف لينكس" (Seascape Golf Links) تحديات مثيرة على اللاعبين من خلال الارتفاعات المتغيرة والمناظر الطبيعية الساحلية. وعبر رحلة نهارية تحظى بالرواج والشهرة لمسافة 17 ميلاً فقط إلى الجزء الجنوب الغربي، سوف يمتزج كل من "موقع فورت رالي التاريخي الوطني" و"حدائق إليزابيث" وعروض "المستعمرة المفقودة" (The Lost Colony) الحية معًا للحفاظ على المعالم الثقافية للأمريكيين الأصليين وكذلك الجهود الاستيطانية التي قام بها السير "والتر رالي" في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وإبراز كل ذلك.