على مر القرون، أضافت ثقافات عديدة بصماتها الرائعة إلى هذه القطعة الثمينة من الأرض. واليوم، يمكنك أن تلمس تلك التأثيرات وتستمتع بها مباشرةً عن طريق استكشاف أحياء إسطنبول. فما بين المواقع المقدسة في حي "السلطان أحمد" والأناقة الأوروبية التي تعود إلى القرن التاسع عشر في حي "بيوغلو" وصولاً إلى الأزياء الراقية في حي "نيشانتاشي" ومجتمع المقاهي النابض بالحياة في حي "قاضي كوي" وشوارع "بشيكتاش" العاشقة لكرة القدم، من السهل أن تعرف لماذا ينظر المسافرون إلى إسطنبول على أنها ليست مدينة واحدة فحسب، وإنما تعتبر بمثابة مدن عديدة في مدينة واحدة.

كانت فيسيتي على مدار سنوات مجرد قرية صيد أخرى... إلا أنها الآن أصبحت وجهة شاطئية تحظى بشهرة واسعة على البحر المتوسط. ففيها يمكن أن تستمتع بالسباحة والإبحار في المياه الزرقاء العميقة (التي تشتهر على نحو واسع بنقائها) أو استكشاف القلعة الرائعة والكاتدرائية الخلابة في المدينة. للاستمتاع بتجربة رائعة لأقصى حد في فيسيتي، قم بتجهيز سلة التنزهات واطلب من أحد المحليين أن يرشدك إلى موقع الخليج الصغير الخفي الذي يحظى بتفضيلهم.

تعد مدينة نابولي ذات الطابع الرومانسي، والتي تبعد عن جنوب روما بساعتين، أكبر مدن جنوب إيطاليا. وهي تضم بعضًا من أفضل دور الأوبرا والمسارح في العالم، وكثيرًا ما يطلق عليها اسم "المتحف المفتوح" نظرًا لما تزخر به من آثار وتماثيل تاريخية عديدة. استمتع بالانضمام إلى العائلات هناك في نزهات مع غروب الشمس على "خليج نابولي". وتفقَّد الآثار المتبقية من مدينتَي "بومبي" و"هيركولانيوم"، اللتين دمرهما بركان "جبل فيزوف" في عام 79 ميلاديًا في "المتحف الوطني للآثار" أو استمتع بالفنون والعمارة في "متحف كابيلا سانسيفيرو" (Museo Cappella Sansevero) الذي بني في أواخر العقد الأول من القرن السادس عشر.

تأسست مدينة المهدية في أوائل القرن 10 كعاصمة للدولة التونسية التي يحكمها الفاطميون، وهي تعد اليوم مدينة مينائية هادئة ومركزًا إقليميًا يقطن به حوالي 40000 نسمة، وتشتهر بالصيد والمنسوجات الحريرية وصناعات الزيتون. وعلمًا بأنها إحدى أجمل المدن التونسية الخلابة، تقع المهدية بين مدينتي سوسة وصفاقس وهي تضم العديد من المعالم التاريخية، يأتي من بينها أطلال مدينة البونيقية القديمة (التي يسبق تاريخها مدينة المهدية) وميناء الفاطمية والمسجد الفاطمي الأول (بُني في القرن 10) والحصن العثماني الذي يرجع إلى القرن 16.

يمتد إقليم توسكانا، الذي يعد أحد أشهر الأقاليم في إيطاليا، من البحر التيراني إلى سلسلة جبال الأبينيني. والمدن الرئيسية التي يضمها هذا الإقليم هي فلورنسا وبيزا وسيينا ولوكا وأريتسو وليفورنو. ويمكنك القيادة هناك متجولاً بين الأماكن الخلابة لهذه المنطقة والتي تضم كاتدرائية فلورنسا ومعرض أوفيزي وبرج بيزا المائل. أو انضم لإحدى جولات الدراجات لتطوف بين بساتين الزيتون وحقول العنب التي تغمرها الشمس. واحرص على ألا تفوتك فرصة مشاهدة أبراج مدينة سان جيميجنانو أو المدن الهادئة الواقعة على التلال الشمالية. وللتمتع بمناخ أكثر معاصرة، يمكنك الذهاب إلى أحد نوادي موسيقى الهيب في فلورنسا، مثل سبيس إلكترونيك.

كانت مدينة فيرونا تتسم بالفخامة البالغة في حقبة العصور الوسطى لدرجة أن ما تردد عنها كان مصدر إلهام شكسبير لكتابة مسرحيتين من مسرحياته وهما (روميو وجولييت وسيدا فيرونا). بالرغم من أن علاقتها بالكابوليتس الحقيقيين غير واضحة على الأرجح، فإن المنزل المعروف باسم منزل جولييت يجذب نصف مليون سائح سنويًا، يحرص معظمهم على استرجاع مشهد الشرفة في مسرحية روميو وجولييت. ولا تفوت فرصة زيارة المسرح الروماني المدرج وقصر باربيري.

تعتبر الرومانسية سر الحياة في مدينة آنسي، وهي إحدى مدن منطقة رون ألبيس الواقعة في جنوب شرق فرنسا والزاخرة بالكثير من القلاع والكاتدرائيات والأبنية ذات الطراز المعماري الراقي. تمتع بالتجول في أرجاء المدينة مع محبوبتك يدًا بيد بينما تمرون على كوبري بونت دي آمور (كوبري الأحبة) وقبل تفقُّد القصر الإمبراطوري وكاتدرائية سانت بيير الباروكية. أما تجولك عبر الطريق الملكي (رو رويال) فستنتهي نهاية رائعة بالتسوق المثالي وتناول الطعام ومشاهدة المارة في الشوارع، خاصة عند نافورة سانت جين.